الأربعاء، 1 فبراير 2017

سيف الهجر عبد العزيز بشارات

سيف الهجر
--------------

دكّـت حـصونَ الـشوق تطلب مُهجتي
وتُـــــعــالـــج  الأركـــــــــــــانَ  لا تــــــتــــــرددُ

قــالــت:  مــسـاءُ  الـخـيـر حــيـنَ تَـكَـلَّـمَت
فــــبـــدى  الــــظـــلامُ بــصــوتــهـا يـــتــبــدَّدُ

هــــــي  فــتــنــةُ جــــــاد الـــزمـــانُ بِــحُـبِّـهـا
هــــــي  لـــوعــةٌ  مــنــهـا الــلَّــواعـجُ تـــولــدُ

سـوريّةُ فـي الأَصلِ تَسكُن في الجوى
لـــكـــنّــهــا  ضِـــــلــــعَ  الـــــهَــــوى تَـــتَـــوسّـــدُ

يــــا  كــاتــبَ الاشــعــار أَحــسِـن وَصـفَـهـا
وارفِــــــــق  بــــهـــا  فَـــخــدودُهــا تــــتَـــورَّدُ

لا  تَــقــطــف الـــزَّهــرَ الــرّقــيـقَ بِــقَــسـوةٍ
فــعــلــيـك  أطــــيـــارُ  الــرَّبــيــع سَــتــشـهَـد

واكــتُــب  بــهــا مــــا رَقَّ مِــــن أوصــافِـهـا
واحـــذر عـيـونَـك فَــهـي دومـــاً تـحـسِدُ

واخــــتــــر  كــــلامــــاً  نـــاعِــمــاً كَــجــمـالِـهـا
إنَّ  الـــــجــــمــــالَ  بِـــمِـــثـــلِــهــا يَـــتـــخـــلّـــدُ

لـــمــاّ  عَـــزمــتُ عــلــى الــرحـيـل أَتـيـتُـهـا
والــطَّــيـر  مـــــا بـــيــنَ الــغــصـون يُـــغَــرِّد

أومَـــــأتُ  فـــــي طَـــــرفِ الــبـنـان مـنـبِّـهـاً
وكــــــــأنَّ  صــــوتــــي والــــكـــلام مـــقــيّــدُ

قـــالـــت  رحــيــلُـكَ مُــنـهـكـي ومــعــذِّبـي
وبـسـيـفِ  هــجـرِك فـــي فـــؤادي يُـغـمَـد

إنَّ  الــرحــيــلَ مُـــبَـــدِّدٌ شــــــوقَ الـــهـــوى
والـــــنــــارُ  مـــــثــــل  لـــهــيــبــهِ لا تَـــخـــمــدُ

أَلَـــــــــــمُ  الـــــفـــــراقِ  مــــــــــرارةٌ وكـــــآبـــــةٌ
مُـــــــرُّ  الـــمَـــذاقِ  كـــمـــا الأحِـــبَّـــةِ نــفــقــدُ

وغـــيــابــنــا  بـــــعــــد  الـــتــجــمــع لــــوعــــةٌ
فــيــهــا  نــعــيــش مـــــع الـــمــرارة نـــرقُــد

نــبــكـي  شــجــون الــشــوق دون أَحــبــةٍ
سـكـنوا الـقـلوبَ وحـيـنَ صُـبحٍ أبـعدوا

مــــــا  عـــــاد يـنـفَـعُـنـا الــبــكـاءُ لِــفَـقـدِهـم
رحَــلـوا  وفـــي رحِـــم الــزمـان تـشَـرَّدوا

الـــبـــعــد  والـــحــرمــان أشــــعَـــلَ لـــهــفَــةً
تـــذكــي  لـهـيـبـاً فــــي الــجَــوى لا يَــبــرُد

فــــاحـــذَر  لـــبُــعــدك أن يــــكـــونَ تَـــأَدُّبـــاً
مُــــتَــــعَـــمّـــداً  وبــــســــيـــفِـــه  تَـــــتــــوعَّــــدُ

الـــبـــعــدُ  أن تَـــبــقــى وفــــيّـــاً مُــخــلــصـاً
كــالــطــيــرِ  وهـــــــو  مـــهــاجــرٌ لا يَــــرقُـــدُ

أبــــــــــداً  يـــــعــــودُ  لـــعُـــشِّـــه وصِـــــغــــارِه
مــــهـــمـــا  رأَى فـــــلأرضِـــــه لا يَـــجـــحـــد

يــــا  راحــــلاً خــلــف الــحــدود تـرَكـتَـنـي
لــلــنــوم  لــــــو طــــــال الـــمَــدى لا أخـــلــدُ

الـــبــعــد  يــكــويــنـي وأحـــــــلامُ الـــنّـــوى
ولــذكــريــات  الـــوَصـــل دَومــــــاً أنـــشُــدُ

وأراك  فــــي الأحــــلام حــيــن تــزورُنـي
فـــأكـــاد  مـــــن  شـــوقــي لـــكــم أتَــهَــجّـدُ

لا  تُـــبـــعــدوا عــــنـــي فـــــــإن رحــيــلَــكـم
مُــــــرٌّ  وعــيــشــك بـــيــنَ أهـــلِــكَ أجـــــودُ
_____________________
عبد العزيز بشارات/أبو بكر/فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ناطرين بكرا تا يجي ... بقلم جميلة نيال

ناطرين بكرا تا يجي ناطرين بكرا تا يجي يطوي بحنانه المسأله و يا ريت بشويِّة أمل معهم كمان بنفسجه يمكن نغني بليلنا و يمكن ن...