***خاطرة...
......جدارُ الصمت....
بنيت جدار الصمت بكفيِّ..
و بملأ راحتيِّ..
و أنبتُ قلمي عني يتكلم..
فذهلَ يراعي..
و لمْ يراعي حالتي..
انتفضَ وأهتزَّ وصرخَ واستصرخ..
رواد حديقةَ افكاري..
و قرَّائي ..وأحبابي..
و بات يهتفُ بأعلى صوته وينادي أوراقي..
و أعتصم بين أناملي..
يرفض صمتي..
و يَجترُّ سحابات إلهامي وآهاتي..
و يعلن بأعلى صوته..
أنه سيهدُّ جدار صمتي..
و سَِيُنطِقُ أحجاري..
فلا زعامةَ لأحدٍ ..ولا وصايةَ على أشعاري..
و سيضربُ بجلَّقٍ كلَّ مَنْ يتطاول على أسواري..
و سينثرُ ورود حروفي ..ويرصف طرقاتي..
و يمشِّطُ شوارعَ الماضي ويكتشف آلامي..
و يتفحَّصُ بعينِ المحبِّ أوجاعي..
و يلغي كل قوانين الاستعباد..ويحرر كلماتي..
و سيقاضي كلَّ من يؤفك أخلاقي..
و سَيعطِّرُ مشهد كل مَنْ يقرأ آدابي..
و يوسمهُ بوسامِ الشرف..ويفوز بجوائزي..
لنْ يبني بعد اليوم جدارُ الصمت بأرضي..
و لنْ تَزِلَُّ قدمٌ بروضاتي..
تهدمُ ما أبنيهِ..وتمتهن ابداعاتي..
أنا البحرُ ..أنثرُ درراً..بشطآني...
و أنا نور الفضيلةِ..لكلِّ قلبٍ أظلمَ بردهاتي..
تكلمْ يراعي ولا تراعي خائناً تفنّنَ بإيذائي..
و أعلن حداداً على عمره ..فيستحقُ هجائي..
و أمسح مقلتيَّ طالما غاصت بعبرَاتي..
و أرفعُ رأسي بين أهلي وأقراني..
أني طبتُ بقربكم ..وارتقيتُ مكاني..
بين العقول النيّرةِ...والأدباءِ..
...بقلمي
ابتسام البطاينه..