الخميس، 28 يوليو 2016

مجلة كلام من القلب ،، رحلوا ... بقلم خمولي عبد الرزاق

......................بعض الذين نحبهم رحلوا..................

بعض الذين نحبهم رحلوا... 
رحلوا...
نعم إنهم رحلوا...
هذا المساء...
فتركتهم يرحلون ...
كي تستريح قوافلي ... 
ومراكب التعب المصلوب خلف حقيقة... 
ولأن القصيدة أصلها جاهليٌّ...
وكل حروفها اكتملت... 
وعيونها اكتحلت...
تركتهم يرحلون دون تأسف...
وتأسف...
وتأسف...
والله إني أحبهم...
وأحبهم ...
وأجِلُهم ...
وعلمت أنّ صبر كؤوسهم ...
قد فاض مني فراغها...
حسب نصوصهم...
وما كتبوا من وميض قصيدهم ...
وخيالهم...
فتركتهم يرحلون مسافة ...
ومسافة ...
ولتستريح كؤوسهم ...
من فيض حب قاتل...
مُر المذاق ...
بطعم الحنظل ...
فتركتم يرحلون إلى جنان أحبة...
وأحبة...
وأحبة...
فهناك ألف عاشق بباب جنانهم...
وقطوفهم...
وديارهم ...
فتركتم يرحلون إلى الكمال تمرداً...
وتميزاً...
وغلقت باب القصائد كلها قسماً...
فاستريحي حروفي...
أزمنة ...تمددي ...
نامي على سرير الفقد واتزني ...
إن الذين نحبهم رحلوا ...
رحلوا...
فلمن سنكتب الآن حروف قصيدنا...
وحبر شتاتنا...
ورحيلنا ...وهيامنا...
قلت لك ...
إن الذين نحبهم راحوا...
رحلوا ...
فنامي دون ترقب ...
لا تحزني ...
أتعبك زمن التطواف...
وأتعبتك قصائدي ...
سفري الممتد في سراب مدائن ومدائن ...
وعواصم في شمالِ توقعٍ...
وأخرى في جنوبِ ترددٍ...
فاستريحي...لا تجزعي مني...
هم راحلون رغم بقائهم...
وبقائنا...
وفنائهم وفنائنا...
أنت حروفي مداد تصوري ...
وتعلقي...وتشبثي بالأرض ...
وأنت بقائي رجاء فلا تدمعي...
إني تركتهم يرحلون إلى الجنان برفقة راهب...
وتركتهم يرحلون...
نعم إني تركتهم ...
وتركتهم ...
ولتستريح قصائدي من وجع الرحيل...
ولو لبضع دقائق...
إن القصيد يحنّ لشيء لست أدركُهُ... 
هذا المساء... 
فربما الليل حين يجيء يحرك ساكناً...
يغير ثابتاً ...
يحرك سفر المواجع كلها ...
ولربما يخبئ للقصيدة في معطفه الشتوي ...
ألف حرف تدلل...وتميز...
فالهجر الذي نظنّه ألماً...ونلومه ...ونسبه...
في الأصل هو الذي يعطيك...
يهديك ألف قصيدة ...
وقصيدة ...
وقصيدة...
فلم التجني عن كريم يمدّنا بالماس كل دقيقة...
وكل تذكر...
وتخيل...وتصور...
إني تركتهم يرحلون أعزّة ...وأحبة ...
وهم في البال أغنية ...
تهفوا الحروف لها طلباً...
من قبل أزمنة الطوفان ...
وقبل المغول ...
و قبل التتار...
فربما الليل ... 
كان يخبئ لهم قدراً...
إني تركتهم يرحلون كي لا أعارض قدراً...
أو قضاءً ...
أو ما خطهُ القلم على اللوح من زمن...
فغردي حمامة البوح على القصيد...
وانتشي طربا...
كأميرة شقراء قوامها فاتن ...
كسنابل قمح...
يحركها الريح كل دقيقة ...
ودقيقة...
فأنا الذي فككت قيدك بيدي...
وأفضت كؤوسك كلها ...
ولترحلي كأميرة...
محجوزة في البال ...
فكت قيودها هذا المساء...
بعدما أسكنتك روحي ...
ونبض تخيلي ...وتصوري...
أفسدتِ طُهرَ بساطتي... 
ولأنني ما كنتُ أدْركُ ...
أنَّ كل الذي قدمته قصائدي...
ومواجعي ...
سفري ...
ذنوب شكي...
وما اقترفته أناملي...
من جنون لهفتها...
عند اللقاء... 
يمحى بباقة ورد ...
ليس بها أثر من ندى يبللها...
إنها صورة ورد...
ومن ورق...
من ورق...
فتركتك ترحلين...
رغم اعتذارك...
بأنها من معجبٍ...
قد حظرتٍه للتو...
لكن تركتك ترحلين...
وفي اعتقادك أنّني مخطئ ...
فتركتك في الاعتقاد تسافرين...
وتسافرين...
كأميرة ...قديسة ...
كما رسمتك قصائدي...
ورسائلي...
فعلاً....
بعض الذين نحبهم رحلوا ...
رحلوا...
نعم إنهم رحلوا...
كما قال نبي قصيدنا...
وحكيمنا...
(ما كل ما يتمنى المرء يدركه...
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن )...

الاستاذ الشاعر:خمولي عبد الرزاق
سيدي عقبة في:27/07/2016
...بسكرة ...
...الجزائر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ناطرين بكرا تا يجي ... بقلم جميلة نيال

ناطرين بكرا تا يجي ناطرين بكرا تا يجي يطوي بحنانه المسأله و يا ريت بشويِّة أمل معهم كمان بنفسجه يمكن نغني بليلنا و يمكن ن...