.
.
كلمة وردت في حديث نبوي شهير رواه ابو هريرة عن المصطفى عليه الصلاة والسلام قَالَ فيه ( لاَ تَحَاسَدوا، وَلاَتَنَاجَشوا، وَلاَ تَبَاغَضوا، وَلاَ تَدَابَروا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ، وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لاَ يَظلِمهُ، وَلاَ يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلايَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا - وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاَثَ مَراتٍ - بِحَسْبِ امرىء مِن الشَّرأَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسِلمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَام دَمُهُ وَمَالُه وَعِرضُه) رواه مسلم ، حديث يعتبر قاعدة أساسية من قواعد التعامل في المجتمع الإسلامي يحتاج الى كتب ومجلدات لتحيط بكل معانيه حديث يؤسس عليه مجتمع فاضل متكامل ، حديث يدرس ويصنف على أنه منهاج تربوي رائع لأمة قوامها السماحة والعدل والأخلاق الفاضلة ولكن نحن نقتبس منها مقولة ( التقوى هاهنا ) يعلمنا المصطفي نبي الأمة عليه الصلاة والسلام أن الدين ليس كلمات تتلى و أفعال و حركات تعمل بل الدين اساسه القلب وأن تقوى الله عزّ وجل في القلب وليست في اللسان ولا في الجوارح،وإنما اللسان والجوارح تابعان للقلب ، فمهما كان كلامك جميلاً موزوناً ورائعاً إذا لم يكن له قلب يحركه ويوجهه فلا فائدة فيه فهو خواء وينطبق على ذلك مايقوم به بعض الأشخاص من كثرة موعظة الناس والدأب على نصيحتهم بدون تطبيق عملي لما يقومون بالحث عليه ، والنصح مطلوب والموعظة مطلوبة لكن حبذا لو كان لها مكان في قلب مطلقها والمحدث بها فالقلب هو ملك الأعضاء ومحركها و أساس روحها و إن القلب إذا كان صالحاً تقياً انعكس ذلك على كافة الجوارح و أصبحت منقادة له طائعة فحسن عملها وصلح فعلها وزاد خيرها وكف شرها وأصبحت طيبة سليمة ، فاحذر يارعاك الله أن تكون من هواة ( النسخ واللصق ) وجهاز التسجيل المكرر فتصبح كلماتك عقيمة ويسود الران على قلبك وتصبح كالكوز مجخياً لا مفيد ولامستفيد فقط تبحث عن المدح والإطراء وتسليط الأضواء والإعجاب فعاجلاً أم آجلاً سوف توضع في حفرة مظلمة ليس لك فيها معجبين أو مادحين ولن يبقى لك فيها إلا صلاح نيتك وسلامة قلبك وتصديق جوارحك على صلاح أفعالك فأحسن النية وبادر إلى نظافة قلبك وسلامة صدرك تجد جزاء ذلك من خالقك بفسحة في قبرك وروضة من رياض الجنة وطاقة تفتح عليك فيها وتنام نوم العروس إلى يوم القيامة لتلقى رب العالمين مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
.
.
خاطرة :-
.
وإذا بحثت عن التـّـقـيّ وجدتـه *** رجلاً يُصدّق قوله بـِـفِـعـالِ
وإذا اتّــقـى اللهَ امـرؤٌ وأطاعـه *** فـيَـداه بين مكـارمٍ ومَعـالِ
وعلى التَّقـيِّ إذا ترسّـخ في التُّـقى *** تاجـان : تاج سكينة وجمـال
وإذا تناسبت الرجــال فمـــا أرى *** نسباً يكون كصالح الأعمــال
.
.
احسان الصالحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق