الخميس، 29 سبتمبر 2016

أنثى بين الحقيقة و الخيال ،،،، بقلم حامد غريب ،،، مجلة كلام من القلب

 
أنثى بين الحقيقة والخيال
****************
خريف أهدابه تجاوز طولها الثلاثين عاماً..  وعرضها عمق الروح ونياط قلب تتمرجح عنده نواصي الوجع،،، دموع ثكلى يروق لها ان تنسدل على ذلك الجفن وتلك البوابة الضبابية تمارس معها شعوذة إخفاء ألف غصة نبتت مع كل هدب وجفن… ألألم المسكين قد أصابه الملل وهو لايفارق أنثى أوجعته كثيراً برجفة شفتيها وهماً امتهنتاه بطعم الحنظل… سرادق الوحشة تبني أعشاشها على عمر موحش لتنجب الوحدة القاسية وتضرب حولها ألف سور وجدار تخبئ عنها نور الحب والحياة بظل ظليل.. هسهسات روحها تملئ سواقي الوجع بسربلة آهات وحسرة،، تنضج ونضجت ودانت قطوف فاكهتها الممتدة من أخمص أصابعها حتي أفنان هامتها ،،ثم تتسائل لمن كل هذا الضجيج من الجمال الراقد على شفاه أنوثة لاتتكرر أنوثة مثلها…  لمن هذه النتوءات البارزه التي تثقل صدري ،،وتقوست الضلوع من ثقل هيبتها…  لمن هذه الغابة من الشعر المتطاير في أفنان السماء ينثر ولهاً ويظهر شبقاً على مرأى من سنين عجاف،،، تتبارى الأيام والعمر يسابق نفسه للنهاية التي ستسرقني ومفاتني و أغوص عروساً شمّاء بأحضان الحقيقة الوحيدة التي أرى الجميع يخافها وهي الموت،،، تعتقد هذه الأنثى الملائكية أنها مجرد مجاز ،،خيال ،،بعيداً عن الواقع..  ترمم نفسها وتقنعها أن كل العلاقات بين اثنين هي علاقة مجازية ليس إلا و أنا سأنأى بنفسي عن المجاز و أروم الحقيقة،،(( هي محقة بذلك تماماً.. كل شيء بالحياة مجرد خيال وهناك الحقيقة فقط ))  
جفن الحقيقة كان جاحظاً جداً ملؤه بذاخة فجر وعناد أنثى تعاشر الليل لتنجب صباحاً باهراً يسوق لها ملأ أوانيه مائدة مكررة قد يبست شفاهها من تذوقها باليوم مداره،،، وقبل أن يغادر الفجر ويلملم مائدته مودعاً النجوم تاركاً خلفه نجمة واحدة راقدة على هشيم الليل… تنهش ذاتها لتغذي الأيام وتعيد معها لعبة من الأقوى من الأجدر،،، غارقة بيأس كبير أنها هزمت ،،،قبل أن تعلن نتيجة التمرد والعصيان علي واقع أملس كجلد أفعى وقاتل كسمها.. لاترياق ينفع ولا دعاء يشفع….. بلحظات ارتجاف وأحتضار،،تسترد الطفولة،،وذكريات تلك اليد التي باغتها الزمن وسرقها،،وكيف كانت تجدل جدائل زهوها ،،ثم مالت، استكانت ،،لذلك الجدار بعض حسرة،،و إذا به هو الآخر يترنح ويميل  طالباً منها أن تسنده بقواها الخائرة،، وخريف أرخى سدوله ليبدل الجديلة من لونها الأشقر إلى اللون الفضي الباهت ،، موحياً أنها ستدرك الحقيقة بعد حين وتغادر الوهم والمجاز.. ولكن هذه المرة،،،إلى  الأبد…… .

#حامد الغريب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ناطرين بكرا تا يجي ... بقلم جميلة نيال

ناطرين بكرا تا يجي ناطرين بكرا تا يجي يطوي بحنانه المسأله و يا ريت بشويِّة أمل معهم كمان بنفسجه يمكن نغني بليلنا و يمكن ن...