الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

اللقاء... بقلم د,حسين عبد الزهرة الزبيدي

قصة قصيرة
اللقاء
في زمانٍ مرَّ من قديم الدهر كان فتى من الفتيانِ
كان حراً صافيَ الذهنِ يحملُ كثيراً من الأحزانِ
في لمحة منه رأى فتاةً تبتسم وهي تشيرُ إليه النظر
تعجبَ الفتى وظن نسجاً من الخيالِ كان الأمر
دقَّ قلبٌ له بحنانِ و اشتعل الحب في الأركانِ
كان في كل الأيام بنظرةٍ خفيةٍ يرقب الفتاة
ويلاحظ علَّها كانت تبتسم بدون التفات
لكن المطلوب صار و أخذت منه أفكاره طول النهار
وتكرر المنظر مرة بعد أخرى ومن دون انتظار
وهكذا الفتى هام حباً بجمالٍ كل الليلٍ والنهار
وقضى الليالي ساهراً إلى الصبح دون غفاء
حار صاحبنا بحاله إلى من يشتكي ولمن يقول
وفي ليلة بعد العشاء قرر المفتونُ أنه إليها سيقول
سيقولُ الحب لا خائفاً من حبيبٍ ولا من عذول
علَّه حلاً من غرام العشقِ يوماً سينالُ
لكنه عاد و للفكر طويلا جاله وهو العجولُ
من يقول تلك ضحكةٌ إليَّ كانت منها صدرت
لعلها هكذا أرادت أو لم تُرِد , مَنْ يقولُ ؟
صارَ محتاراً فتانا من صحيحٍ ..
قلَّبَ الفكرَ عميقاً واستشارَ..
ثم أعاد القولَ مراراً : الصمتُ خيرٌ إذا شاع الخبر..
قرر الصمتَ أخيراً و ترقُّبَ ما يحصلُ بعد الانتظار
ظل كتمان الهوى منه طويلاً وانتظرْ
علّهُ يظفرُ يوماً بنبأٍ ممكن في يومٍ سعيد للبشر
طالت الايامُ على حاله قلبهُ دون الحبيب كالجمر
وفي يوم من تلك الأيام الصمود كان يمشي وحيداً حائراً
فرأى ما منه الفؤاد طار
وعليه ظل واجماً أياماً وكل النهار
وجد الحبَّ الذي طويلاً لأجله قد سَهَرْ
جالساً مع العذولِ في جلسة سَمَرْ
وحالة العشقِ عليهم تخزي النظر
شبت به النيران فتاناً ومات كمداً من القهر
وندبَ حظاً بائساً ياله من حظٍ عَثِرْ
ظلَّ أياماً عن الدرسِ في حالة غياب
لا يريد الأكل مهما منه كان شيئاً يستطاب
وكثر التبغُ وقلَّ من شرب الشراب
واعتراهُ الحزن وموجات اضطراب
وانزوى في عالم النسيان تقليباً للفِكِرْ
عله ينسى ما كان من محبوبه قد صدر
لكن الأيام مرت على الفتى
وما بقي من المحبوب سوى ذاكَ الأثرْ
وفي يومٍ من بعد عشرٍ سنينَ كما يفتكر
وجد العاشقة الولهانة في يوم ِ سفر
سأل المنسيُ عنها وعن حبيبٍ العمر
قالت له قد مضى ذاك الحبيبُ بلا أثر
وزواجٌ حصل من بعد انقضاء العمر
عندها تكلمَ المسكينُ بما في الصدر
وأخبرها عن حبٍ قديمٍ ظل طيُّ الفكر
حارت المسكينةُ مما قال لها في الخبر
وجلست على الكرسي إذ يالَهُ من أمر
خاطبته بقولٍ : أين كنت يا نور العمر؟
لمَ منكَ لم يصدر كلامٌ بهذا القَدَرْ
لو صارحتني بشيٍ لما كان ما جرى بهِ القَدَرْ
لكن محال حالنا يجتمعُ بعد هذا السفر
ودع المحبوب حبيبا ً لم يستطع له قولاً
غير قولٍ :اتمنى لكَ ان تكون سعيدا يا اغلى البشر
عاد فتانا عابساًً وياليته لم يكن منه هذا السفر
وطوى كشحاً على آهاتٍ ليس لها من مستقر
 
بقلم د.حسين عبد الزهرة الزبيدي -العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ناطرين بكرا تا يجي ... بقلم جميلة نيال

ناطرين بكرا تا يجي ناطرين بكرا تا يجي يطوي بحنانه المسأله و يا ريت بشويِّة أمل معهم كمان بنفسجه يمكن نغني بليلنا و يمكن ن...