هم و ضنك و شعب كبير ,
ما انقلاب الناس في اشد المواقف و أصعبها إلى الضحك و نسج مادة ساخرة منها
إلا هروباً من مكنونات الذات المرهقة المثقلة بالغم و الهم و البلاء التي فاقت حدود الإشباع ،
إنَّ الضنك و الهم و النكد صارت مقومات عيشٍ مفروضة علينا منذ دهور و قد تغلغلت فينا و ظهرت في ملامحنا ، ذلك لأننا شعوب تتمسك بالقشور و تنخدع بالظاهر و تنحني لأدعياء الفكر و تتمايل على إيقاع التغييب و التشتيت و تدّعي و تقول أكثر ممَّ تفعل كما أنها تقبع في ظلال الأماني فوق أشواك الصبر باستسلام مُشين و بحهلٍ مُعيب ،
بعضُنا تكيَّف مع هذا الحال و انسجم معه تماماً بحجة القبول و الرضى بالواقع ، و بعضنا
بالغ في رفضه لدرجة الإستهتار بكل ما نعاني ،،
و البعض يغسلُ قلبه ببلاسم الروحانيات
و البعض قلَّ نصيبه مِمَّ أصاب سواه فحمد و شَكَر ،،،
و في وسط الجمار و لهيب الواقع يأتيك من ينصح لك بالرضوخ و الصبر لمشاغلتك و جلب تفكيرك و شد انتباهك لأمور سطحية و كأنها هي منطلق الخلاص ، فإما أن نعيش بشعورٍ بليدٍ و بإحساس مبتور من أجل لقمة عيش أو أن نُقاسي الألم و نمارس الأنين كي ندرك ما حلَّ بنا ،،
يشاءُ الله - جلَّ و عزَّ شأناً ،، و أمرُ الله أورَثنـا شِفاءا
ففيما شــاءَ للعــبد إمتحـانٌ ،، و في الصبر الحميد أتى براءا
و أمرُ سِـواه ألبَسَنـا وبـالاً ،، كما في الذُّلِ قد نصب إبتلاءا
قرونُ الضَّيمِ و التضليل تشكو ،، تراخينا و تُغرقنـا شَقـاءا
فَـ عن هَدي السبيلِ فقد شَططنا ،، أخذنا في معالمهِ إنتقاءا
كما شاء المُضِـلُّ لنا مَشينا ،، أصبنا حيثُ وِجهتنـا خِواءا
فقام الإفـكُ يقـذفنـا بفتـوى ،، و نال الكذبُ غايته ارتقاءا
إذا ما الضنكُ في شعبٍ تنامى ،، تعامى عن براءته فـ سَاءَ
--- خضر الفقهاء ---
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق