الجمعة، 28 يوليو 2017

متسللون من فوهة الخوف...بقلم د. معن حسن الماجد


متسللون من فوهة الخوف

جاءوا على عَجلٍ يَمشونَ فوقَهُـــمُ
مَنْ تَحتهمْ عجلوا بالأمسِ مِثلـُهـــــمُ
سارتْ بهم سُبلُاً بالخوف قافلــــــــة ٌ
مِن فرطِ ما جَزعوا من خوفِهم سَئِموا

يقتاتُ أصغرهم من فَضلِ ما جَمعوا
والأرضُ تُسعِفُهم مِن قوتِها نَهـِمـــوا

جفّتْ منابعُهم مَنْ ذا سيغدقهـــــــــا
بالماءِ أوديةً جَفّتْ بها الدِيـَّـــــــــمُ

بالأمسِ كمْ عبَرتْ أفواجُ مَنْ عبَروا
والأرضَ مابَرِحوا فوجٌ بها اعتصموا

والكُلُّ في وَجَلٍ بالموتِ مُرتَهــــــــــنُ
والكُلُّ ما وجِلتْ في رجْمِهمْ حِمَــــــمُ

حَيفٌ يطوقُها خـَــوفٌ يساورهــــــا
جَدّتْ على مَضضٍ في سيرها القدمُ

سيروا على مَهلٍ فالأرضُ تزدَحمُ
أنقاضُ مَن رَقدوا صارتْ لها الأَدَمُ

ينتابُ سائرُهم خوفاً من الزلـــــــــــلِ
فالأرضُ ما وَسِعتْ أشلاءَ من جَثَموا

هذا ابنُ ضَيعتِنـــا أودتْ به المِحَـــنُ
كمْ ظلَّ مبتسماً من جُرحهِ الألـــــــمُ

قد كانَ ذا سِنَـــــةٍ يلهو به الأمــــلُ
أمسى به وَسَنٌ بالموتِ يعتصـــــــمُ

مولودةٌ وُئدتْ غارتْ بلا كَفَـــــــــنٍ
موؤدةٌ سُئلتْ عن ذنبها أُمــــــــــمُ

نارٌ تُؤججها نيرانُ مَن سبقــــــــوا
أَجّتْ فما سَلِمتْ من لَهبِها قِمـــــمُ

تَنعى حناجرُنا قاماتِ من سقطوا
ما زادَهم نعيها في لَحدِهم عِظَمُ

سارت قوافلُهم في إثرِ من رحلوا
هذي شواطئُنــــــا تجْتَــــرُّ مَدَّهمُ

مَرّتْ سحائبُهم بالفيضِ مُمطــــرةً
دمعاً على وَجناتِ الصبرِ يرتطمُ

كمْ بالأسى مُلئتْ نَوحاً مآسينـــــــــا
ما صَدّها وَجعٌ عن نوحِ مَن رُجِموا

نامت على جَنَباتِ الحُلمِ أفئــــــدةٌ
خَبّتْ بها الريح كي تنأى بما حَلَموا

فاستصرخ الحُلمُ يسعى نحو بُغْيَتِهِ
هيهاتَ ياحُلمُ أنْ تُصغي لك الهِممُ

لاترتجي أملاً من دوحةِ الملــــــــلِ
في جوفنا أملٌ بالصمتِ يلتـــــــزمُ

ألقى بنا عبثاً في جُبّـِــهِ الألــــــــــــمُ
تحتلُّ آلامه أقــدارَ مَــــــنْ ظُلمــــــوا


تَبّتْ يـــدُ الألمِ مُــــذْ مدّهـــا أُفُقي
تَشتدُّ بي ألمــــاً والجُرحُ يبتســــــمُ

صبرا بَيارقَنا في الأرضِ تنتفضُ
حَتماً سَتخرجُ مِن أكفانِها الظـُلـَـــمُ

رفقاً بـِــبَعـضٍ مِن الآمـالِ تختلجُ
جِئنا حُفاةً تَرَفَّــقْ أيّـُهـــــا الحُلـُـــمُ


بقلم د. معن حسن الماجد
العراق- الموصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ناطرين بكرا تا يجي ... بقلم جميلة نيال

ناطرين بكرا تا يجي ناطرين بكرا تا يجي يطوي بحنانه المسأله و يا ريت بشويِّة أمل معهم كمان بنفسجه يمكن نغني بليلنا و يمكن ن...