الوردُ في خديّْك أوردني الردى
أقامَ في قلبي الغرامَ وأقعدَا
والسِّحر من عينيكِ أرسلَ سهمهُ
فأصاب قلباً في هواكِ إلى الردى
و الشامةُ الغرَّاء في الخد الأسيل
كأنها جمر يزيد توقُّدا
تفتر عن ثغر كأنَّ نظامه
حَباتُ لؤلؤهُ لديه تنضدا
و تريكَ شعراً قد يزين مَتنها
كأشعَّة الشَّمس و فرعآ أجعدا
سلَّتْ على قلبي سيوفَ محبة
سكرَت بها أوصاله فتجدَّدا
بأبي غزالٌ ماخضعتُ لغيره
و لمَّا رآني في هواه تمرَّدا
إن كان سفكُ دمي أردتِ حقيقة
فلقد ظفرتِ و نلتِ فيه المقصدا
أو كانَ قدَّ بعد الوصال لمنزل
والهجرُ زادَ على الحبيب و زيَّدا
والسهد أصبحَ للعيونِ مصاحباً
وكذاك نومٌ عن جفون شرَّدا
عطفاً أيا هبة الإله ويا ابنة ال-
أجواد رفقاً ، فالمحبُّ تعمَّدا
في ليلة قد ذقت منها عسيلة
فيها شفاءٌ للسَّقيمِ تأبَّدَا
ماء زلالٌ قد نهلتُ وريقة
من ثغرها كانت أرقُّ و أبردا
مالت عليَّ بعطفها ثم أنثنت
مثل الغزالِ تريكَ جيداً أغيَدا
حوراء تسبي بسحرها من قد
تعبَّد دهرُه أو كان رباً عابدا
المسكُ من أردانها قد فاحَ عطراً
من شذاه و بالعبير تقرمدا
بيضاء أبدع خالقي في خلقها
وكأنه عن حسن يوسف زيَّدا
قالت و رجع حديثها في مسمعي
لكأنَّه نغم و سحر ردَّدا
بالغت أقصر يا حبيبي بوصفنا
فأجبتها الوصف فيك كما بدا
بل أنت أكبر أن تكون قصيدة
تكفي لوصفك يا حبيب و تسعدا
و أما فحبك يا ابنة الشهباء التي
ملكت فؤادي فلا يزال مجدَّدا
ما مال قلبي في هواك و لا غدا
في حبِّ غيرك مستهاناً مسعدا
شادي نيال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق