سأرسمُ لوحةً للمـــــــاكرينا***وأُتْقن حَبْكـــــــها للدّارســـينا
وأُظــــــــــــهِرُ فنّها فنّاً رفيعاً***بكشفِ المُفْــسدين المارقينا
وبالألْوانِ أعْكـسُ ما أراهُ***وما يجْري بأرضِ الظّــــالمـينا
وأخْتمُ باليراعِ بَيانَ نَظْمي***لأخرج من هُــــنا الدّاءَ الدّفينا
ولستُ بتاركٍ وطني يتيماً***إلى أنْ يترُكَ الشّططُ البـــــنينا
////
أحقٌّ أنّهُ انقرضَ الجـــــــــــديدُ***أم الدّهماءُ تفعلُ ما تريدُ؟
سألتُ البغْلَ عن مضَضِ اللّيالي***فقــــالَ بأنّهُ مَرحٌ سعــيدُ
وعدتُ إلى ضـــــميري بانْفعالٍ***تشَــــنّجَ من تأثّرهِ الوريدُ
لماذا البغلُ في الدنيا سعيدٌ***وذهْــــــني في توتّرهِ يــــزيدُ؟
لماذا حالُ قلبي في اضطرابٍ***وغيْري منْ رُقادهِ يسـتفيدُ؟
////
تَدنّي في ثَقافَتِنـــــــــا العَربْ***وبالوا فــــــوقَ مائدةِ الأدبْ
وهاجمــنا الرّبيع بلا اخْضِرارٍ***ولا زهرٍ يدلّ على النّـسب
فثارَ النّاس في حشْدٍ عظيمٍ***وَولْولتِ الحناجرُ بالغـــــضبْ
وفي شأن التّـمرّدِ جاءَ أمرٌ***بضرْب النّار في وسط النّخبْ
لما سمّوكِ جامعة العربْ***وأنت اليَوْمَ جامــــعةَ الشّغــب؟
////
أرى الطّلاّبَ في وطني ضِعافا***وفي تفكيرهم أضحوْا عِجافا
تعلّمَ جلّهمْ من دونِ فقْــــــهٍ***فأمسوْا في معارفهم نِــــحــافا
ولم يجدوا لأنفسهم مصيراً***ولا عمــــــــلاً يكونُ لهم لحافا
وهبّ العاطلونَ كهوْلِ سيْلٍ***وقد رفعُوا من الغــضب الهُتافا
فجاء الأمنُ في حشد رهيب***وقهْقرَ بالمطاردةِ الخـــــــرافا
////
فظيعٌ ما أراهُ من القـــصورِ***وما يجْري على مرّ العُــصور
يؤدّبنا الزّمانُ بكــــــــلّ خطبٍ***ويجلدُنا التّســـلّطُ في القبور
وهانَ فما أبالي بانْحطاطي***ومدرستي تُعلّم في القشـــــــور
وبيت المال أفرغهُ المعالي***فضاعَ الشّــــــأن في كلّ الأمور
فعــــــلّمْ إنْ أردْت بناءَ جيلٍ***يحلّقُ في السّماءِ مع الصّـــقور
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق