صوت يصدح
نشوة الروح
ونشأة الكينونة
للعذاب والرصاص
والقهر والحرمان
ولادة الحروف
من الألم الجموح
هنا قتل العلم
هنا قتل التغيير
هنا أجهض جنين الحضارة
قالوا للحزن تمترس
و أوقد جهل الأمم
واخنق مواليدهم
لا تدع الحرف
ينطق أبجديته
مزقوا الورق والسطور
و ذروا بيدر التهجر
صاحت الجمعة بالويلات
والنسوة شردن للتشرد
هنا أعدموا الإختلاط
من أزمنة التلمذة
هنا قتلوا استعارة القلم
والممحاة وسحقوا أصابع الطبشور تحت القنابل
هنا كسروا عصاة المعلم
وهيبته بالخراب
كان هنا عنوان درس حضارتنا
فابتلعه انفجار صاروخ
بقينا للشرذمة من الآن أجيال
وانتهينا للتوحد أمم
صاحت ليلى العربية
قتل حبيبي بجهلهم
وماتت معلقاته أمام الكراس
و أعدم المتبني بثوب الحروف الرقيق
وشوقي جز عنقه
ولكن أسمهان ولدت
ألف ألف نجيب ليقهرهم
ذريتها صبية التمرد
حملة القلم الثائر
ورحمها قاموس اللغة الحديث المعاصر
علمها وهج السبورة
حروفها نجوم الليل
كنز الفقراء والموجوعين
وزاد الجَوعَى
صدرها يدر حليباً تغيرالطفولة
ويلبسهم أثواب التوحيد
الكل منتظم على دراسته
والجيل الجديد سيكون الحالم بحلم الوطن الراكن
ستقطع أيدي العابثين كلهم
وتربى براعم البلاد
على ثرى الوطن الطهور
وتجدد الثوب الذي تمزق
لتلبس الصبية أثواب الاعراس المطلقة الحرية
وستصهر كل قيود الظلم
بمفاتيحها العوجاء الصدئة
وتقوم قلم الحروف
وتكتب أنشودة الحياة بلحنها
عاشت بلادي مولد التغيير
ويزهر نيسانها بلون بهي
يتشكل بكل ألوان الطيف المهاجر من أزمنة اغتراب الحروف وسط فكفكة القيود
من لحظة إعلان قتل الجهل عند الأمم وتصلب العقول العمياء بقتل المواريث للقلم والدفتر والكتاب
الشاعر عيسى حداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق