السبت، 22 أكتوبر 2016

مهاجر...بقلم حسين عبد الزهرة الزبيدي...مجلة كلام من القلب

 
 
مهاجر
مهاجرٌ أنا أبحثُ عن الحبيبةِ في الموانئِ والشطآن
أنظرُ في كلِّ ركنٍ وميدانٍ عسى منها لمحةً اأى

أو لعلَّ منها يمرُّ خيالٌ رغمَ البحثِ وغربةِ السنين
بحثت في كل السواحل والخلجان
إلا إنِّي ما زلتُ شوقاً أحملُ مِلأَ القلبِ
وحنيناً أُعاني وهذا البُعُد
فلقد عشقتُ كلَّ نساءِ الكونِ لكنهنَّ لسنَ مثلكِ
وتركتُهنَّ وتعلقتُ بصفاتكِ
فأنا معشوقُ عشتارٍ و أفروديتَ وكل الحلواتِ في الديار
و هيلين أنا من أذلها وبعدي كان منها هذا الدمار
رأيتُ الصبايا شرقاً وغرباً
وشٌقراً لمحتُ وسودَ الشَعَر ْ
لكنني ما شممْتُ عطرَ الحبيبةِ
ولم ألحظْ ولو ذرةً من ذاكَ القوام
وتلكَ العيونَ التي كلَّها هيام
القمرُ مشتاقٌ لها ولشعرِها المُنسَدِلِ على الأرداف
والشمسُ كسفَتْ في بلدي ورحلَت ْ
لأنَّها فقدَتْ مصدرَ طاقتِها
فَما عادَتْ تشرقُ كلَّ يوم
فتشتُ الشواطئَ ورمالَ الجُزُر
وكلَّ أرضٍ و ما فيها من بشرْ
وسألتُ عنها حباتَ المطر
و أزهارَ النرجسِ والسوسنْ
ودفعتُ رشوةً لحراسِ الزمن
لكنهم أخذوا الرشوةَ وطردوني
وقالوا غدراً لا تعدْ فليسَ موجودٌ هاهُنا ما عنهُ تَسَلْ
احترتُ وبعثتُ أوصافَكِ في الهواء
وكتبتُ إسمَكِ في زجاجةٍ ورميتها في كلِّ البحارْ
لعلَّ نسمةً رأتْكَ أو قطرةً من ماءِ البحرِ
وجاءَ الجوابُ : رمتْهُ مَوجةٌ قصيِّةٌ على أعتابِ الغربة ِ
لا يوجدُ حبيبةٌ مثلَ ما أنتَ تُريد
فاصمِت ْوأطِلْ البكاءَ والعويل
وانتظر لعلَّ يوماً يرحُمكَ الزمن
ويُولِدُ لكَ تلكَ الحبيبة َ
من ضلعٍ ضلَّ في ثنايا النسيان
 
شعر د. حسين عبد الزهرة الزبيدي –الحلة- العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ناطرين بكرا تا يجي ... بقلم جميلة نيال

ناطرين بكرا تا يجي ناطرين بكرا تا يجي يطوي بحنانه المسأله و يا ريت بشويِّة أمل معهم كمان بنفسجه يمكن نغني بليلنا و يمكن ن...