مقـالـــة
ألمرأة بين الإجبار و الطواعيّـة ،
........................................
قال الله تعالى في محكم التنزيل /
بسم الله الرحمن الرحيم
( و جعل بينهم مودة و رحمة )
و المودة و الرحمــة - بالخصوصية الفردية و بالشمولية الأسرية حيث تشتمل هذه العلاقة
على أطراف لا يمكن الإنفصال عنها كالوالدين و أهل البيت ،
و على نحـو ذلك يكون القياس ...
لكل منا أسرة
والمرأة إذا انتقلت من بيت ذويها إلى بيت زوجها فقد أصبحت من أهله ،
تقوم بما عليها من واجبات و تنام ما لها من حقوق - طواعيةً - .
الأمر لا يعني أنها تتنصل من مسؤولياتها تجاه الأسرة و الأهل ، بل أن الأمر يسمو
بها لدرجة الفضل - إن أدت مسؤوليتها بنفس رضية - ، هذا و لنأخذ الأمر بواجب
صلة الرحم و بر الوالدين و الوفاء للأسرة - التي هي مقومات هذه المسؤولية .
المرأة هي شريك للرجل و ليست مملوكة له بموجب عقد الزواج - كما يظن البعض ،
الزواج علاقة مقدسة قائمة على التكامل - برغم قِوامَة الرجل - الأمر الذي ينساق
تحت مسمى توزيع المهام ،، فالرجل عمله في الخارج طلباً للرزق و المرأة تقوم
على مسؤوليات البيت ، و قوامة الرجل حقٌ مُصان كما سيادة المرأة و أمانها في
بيتها حقٌ مصان أيضاً .
إذا كانت عائلة الرجل مكونة من بعض أهله قامت المرأة بخدمتهم و السهر على
راحتهم كما تقوم على والديها و إخوتها حيث تتعمق الأواصر العائلية و تتوحد
الأسرة و تتكامل بعقلية و رشاد الكبير و طاقة و قوة الشباب و طموحات النشأ .
لن يقدر الرجل على هذا العبء المرهق ، ولكن المرأة حباها الله و فطرها على هذه المقدرة الفائقة - بحب و بكرامة - تؤديها بطواعية و بمحبة و بغير تهاون .
لقد نشأنا على مكارم الأخلاق و اعتدنا العطاء بطيب الخاطر حتى بدت خطواتنا
و كأنها واجبات ملحّة و إلتزامات صارمة - ذلك لأنّا نأتيها بشغف و بغيرة و بحثاثة مطلقة بعيداً عن عين الرقيب حيث أصبحت عادة غير قابلة للنقاش - إنما هي غير
ملزمة و بدون إكراه - بل تتأتّى بالمودة و بالرحمة .
تتحكم بالمجتمعات عقليات سطحية تخطّتْ عُتَمَ الجاهلية ، و بين اتّـباع علوم الشرع
و أحكامه و عادات الجاهلية الأولى تاه الناس و عمّ الظلم في حين أن الإسلام حرر
المرأة و كرّمها و ارتقى بها و صانها و عفّها و أعزها .
يبقى البيت هو المسؤولية الأولى للمرأة مهما تعلمت و بلغت من الرفعة و الجاه
- كالسيدة / خديجة - أم المؤمنين - رضي الله عنها و أرضاها التي كانت سيدة بيت
برغم هذا الجاه و رفعــة الشان .
نسأل الله تعالى أن يُنير بصائرنا بأسباب رضاه و غِناه و يعيننا على البر و التقوى و إصلاح ذات البين ،
و الله ولي التوفيق ..
خضر الفقهاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق