
المرأة في المجتمع المريض
إن المرأة نجدها بكل المجالات متقدمة و أثبتت جدارتها فيها
لكن مع فارق واضح بالعدد بينها و بين الرجل و هذا يعود لعدة أسباب منها
أولاً
أن العادات الشرقية التي نعيشها و في أغلب البلدان العربية هي جائرة بحق المرأة تكبلها و تحد من قدراتها تفرض عليها التزامها بالبيت و الزوج و الأهل و تقديم المساعدة و الخدمة المنزلية مما يؤخر تفاعلها من ناحية المواهب لعمر يناهز الأربعين .. حيث يمكن أن تلتفت لموهبتها بعد أن يكبر أبناءها ... هذا إن لم تمنعها قصة الخجل أو قلة التعليم أو الأعباء المادية الأسرية بحكم أنها العنصر المؤجل بكل الطلبات في خضم المعيشة الغالية التي نعانيهاثانياً
قلة الاهتمام بتعليم الفتاة تقلل من نسبة تواجدها على الإطلاق فهم يركنون الفتاة إلى البيت بعدة حجج إحداها حمايتها أو الزواج المبكر أو عدد الأطفال الكبير بالعائلة و الضائقة المالية مما يجعل الذكور أبدى منها و تنحيتها لأنها فتاة و آخرتها لبيت زوجهاثالثاً
يُفرض عليها إطاراً معيناً و منهجاً تسير عليه من حيث العادات و التقاليد المفروضة عليها و التي تمارس الجور بحقها كثيراً فهي محكومة من أهلها قبل الزواج و من الزوج بعده و يبدأ التحكم في حالة إشتراكها بأدوات التواصل الإجتماعي التي حلت جزءً كبيراً من هذا الفارق بالعدد و لكن طبعاً سيكون التحكم بنوع الأصدقاء الذي يفترض على الأغلب أن يكون من الإناث فقط إلى التعليقات التي يمكن أن تمنع من الطرف لآخر ... إلى مدة تواجدها و إسمها الذي تشارك به و الذي سيكون على الأغلب مغلفاً باسم مستعار و إلى آخر هذه المضايقات و طبعاً بسبب الغيرة و الحماية كما يشرحونأما بالتفاعل على أرض الواقع فحدث و لا حرج و لك بأن توسع من خيالك بالمضايقات و التضييقات و هنا طبعاً و سأضعها بين قوسين و تحتها ألف خط أحمر (( لا يمكن ان تشارك بالفعاليات الثقافية حتى لا يشار إلى الرجل أنه زوج الأديبة أو الكاتبة ، و حتى لا تتميز عنه ، و حتى لا ......))
رابعاً
يأتي أمر جراة التعبير التي يتميز بها الرجل عن الأنثىفأغلب كتابات المرأة هي خجولة رغم فصاحتها و مهارتها بالتعبير و موهبتها إلا أنها ترى نفسها محاطة بمن يريد استغلالها بعلاقة تنمّي موهبته لتكون ملهمته و الذي يمكن أن يجعل منها فريسة سهلة لتلوكها بسببه ألسن الناس و بسبب جرأته الزائدة طبعاً و تكون الحجة هنا أنه يكتب بينما تتعرض هي لهجمة قوية من الرجال عندما يعرفونها بالاسم او الإشارة
و طبعاً مجرد فكرة التعدد لدى الرجل تمنحه القوة لاعتبار أي تصرف هو بمصبّ الحلال، و بعدم وجود الفرصة المقابِلة للمرأة فهذه تكون بالنسبة للمجتمع خيانة و قلة تربية و تدهور بالأخلاق و .. و.. و..إلخ
إذاً....
فنرى هنا أن المرأة محكومة ليس فقط بالعادات و التقاليد ... إنما بالتفكير الذي يصل حد القذارة للأسف مما يفرغ حق الموهبة للمرأة من مضمونه و وصله بالأخلاق و الانضباط و الحقيقة ان نسبة كبيرة ممن يقولون أن من حق المرأة أن تعبر عن مشاعرها و تفتح الأفق لخيالها و أن تتحدث بطلاقة عن مشاعرها نسبة كبيرة منهم يريدون فقط تحقيق مصالحهم و تحريك غرائزهم و نحن نجد أن أغلبهم يستعمل المرأة لتكون ملهمته و كثير منهم يقوم بالتبديل بينهن كأنهن قطعة ملابس ليتزين بها
و عندما نفرّغ الأمر من الأخلاق و الانضباط يصبح سلعة رخيصة جداً
أرجو أن نكون حصرنا تلك الأسباب التي تسبب هذا الفارق و التي اتمنى أن نتخلص منه في مجتمعنا المريض الذي يمنعها حقها بالتعليم اولاً و حين تمرض يبحث عن طبيبة ليعالجها ...
تحياتي و تمنياتي لكم بواقع اجمل
-- جميلة نيال --
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق