قصة قصيرة
دموع القمر
استيقظت في الصباح و ككل يوم
ذهبت للمطبخ لتعد إفطاره المعتاد و هي تسمع كلماته التي تثير غضبها
إنه يتوجه بالكلمات إليها و الحجة أنه مستعجل.. يريد إفطاره و قهوته ... كل شيء مع بعضه يسكبه و كأن معدته وعاء يجب أن يتلقف هذه الكمية المحددة و بلا اي فارق زمني بنفس الوتيرة اليومي يصبه صباً دفعات متلاحقة ....
كانت تفضل السكوت لأنه يكفيها سماع ما يتلوه من غضب بين كلماته التي تثير اشمئزازها مع صوت اللقيمات التي يتناولها...
ذلك الصوت يدخل في أذنيها كأنه رصاصة تقتل الوقت في كل ثانية و بعد الانتهاء من الطعام، يجلس إلى هاتفه يقلب البرامج التي فيه بصمت
شريط يتكرر مع كل صباح إلا من تلك الكلمات التي ينهال بها مع وجهه المكفهرّ ... هي تتبدل قليلاً مع تبدل الحركات و المواقف .. و لكن النتيجة واحدة
صباح اعتادت عليه و تجاهل تعلمته عبر السنوات يتلبس قسماتها عندما يتكلم بعصبيته المصطنعة لكل ما ينطق به
و هنا تكون لعبتها ...
فإن كانت بمزاج جيد و لا تريد تعكيره تركته يحكي بدون تدخل و كأنه آلة تسجيل تتكلم
أما إن كانت غاضبة من شيء ما فتوجه إليه بعض الكليمات فقط ليهدر كالمجنون و تتركه لتعود لسريرها فيتناول فطوره و قهوته لوحده
أو يفتح الباب و ينصرف بسرعة
تنتظر ذهابه من البيت
- أووووف ...
- و أخيراً....
تتنفس الصعداء بخروجه حتى يبدأ يومها و تعيش الهدوء الذي تحتاجه...
تصنع الآن قهوتها لتبدأ رحلتها مع السطور التي يعتقد بعضهم أنها فارغة لا تحتوي أي شيء و لا أية أهمية
ربما تكتب بعض ما يفيض بين خلجاتها
و ربما تعيش حلماً يزورها بين السطور المتدانية من روح غلفتها بعض دموع القهر و السخط على الأيام
تجول بين طرقات ذلك الشارع العريض بلونه الأزرق المترامي الذي يفيض بما يحتويه من شخصيات فذة قلّت و نَدرت ، و بين أخرى تعارك التواجد و الحضور الملفت بقدرات بالية
إنه عالم كبير لمن يحاول خوضه و يثبت تواجده فيه
الكثير من الافتراضية و التمثيل و ربما دناءة الموقف و التفكير ...
و قليل من الصدق و الالتزام بالمواقف و الجدية
في كل جولة ترى الكثير ... تقرأ الكثير ... عالم تغوص فيه لتجد بعض ضالتها و بعض بعضها فيه
تسافر على بساط الريح لتحط برحلها على شاطئ وجدت فيه بعض عشقها
شاطئ حوى الكثير من الرمال ... ترسم عليها لوحات تسحر القلوب و تخط فوقها أساطير تطرب العقول و بعض مد يمسح ما كتبت و يزيل ما رسمت
بموجات تتردد على ذلك الشاطئ الذي يأخذ ما خطت ليبتلع المعاني في جوفه العميق ثم يعود ليرسله زوارق من ورد تارة و من نار أخرى ...
كتبت قصتها ذات يوم تداعب فيها السطور ... أو ربما لتمنح الأمان و تبعد سوء الظنون ...كتبتها وسط عاصفة على مركب تاه في يوم عاصف
فقد خريطة النجوم ... وضعتها في قارورة و أغلقتها بإحكام ... ثم رمتها تلاطمها الأمواج
و بعد عراك مع القدر
التقيا ذات يوم على ذلك الشاطئ
- مرحباً
- أهلا ... (قالتها بصوت مرتجف )
لأول مرة يرى عينيها
و لأول مرة يسمع صوتها
كلمات اختنقت في لحظة سادها صمت طويل
لااا ... لقد كان حديثاً طويلاً جداً
حديثاً صاغته نظرات اللقاء المرتقب ... موسيقا من نوع مختلف.. عزف كمان و قيثارة تهذي ... صلوات ملائكية بصوت رقيق
صوت لم يكن يسمعه غيرهما
عالم أفرغ الوجود من كل المارة
لقد مر الوقت بسرعة و بدأت الشمس تلملم ثوبها معلنة أوان الرحيل
عاد كل منهما أدراجه و لا زال ذلك الهاجس يقرع أجراس الذهول
كيف ...
متى...
لماذا....
أسئلة تتوالى و عطور تخالطها رائحة الضياع
و ها هو الليل يسلم مفاتيحه للصباح ليعلن نهاية الحلم....لتستيقظ على نفس الصوت و يتكرر يومها كسابقه
انتهت
.... جميلة نيال
دموع القمر
استيقظت في الصباح و ككل يوم
ذهبت للمطبخ لتعد إفطاره المعتاد و هي تسمع كلماته التي تثير غضبها
إنه يتوجه بالكلمات إليها و الحجة أنه مستعجل.. يريد إفطاره و قهوته ... كل شيء مع بعضه يسكبه و كأن معدته وعاء يجب أن يتلقف هذه الكمية المحددة و بلا اي فارق زمني بنفس الوتيرة اليومي يصبه صباً دفعات متلاحقة ....
كانت تفضل السكوت لأنه يكفيها سماع ما يتلوه من غضب بين كلماته التي تثير اشمئزازها مع صوت اللقيمات التي يتناولها...
ذلك الصوت يدخل في أذنيها كأنه رصاصة تقتل الوقت في كل ثانية و بعد الانتهاء من الطعام، يجلس إلى هاتفه يقلب البرامج التي فيه بصمت
شريط يتكرر مع كل صباح إلا من تلك الكلمات التي ينهال بها مع وجهه المكفهرّ ... هي تتبدل قليلاً مع تبدل الحركات و المواقف .. و لكن النتيجة واحدة
صباح اعتادت عليه و تجاهل تعلمته عبر السنوات يتلبس قسماتها عندما يتكلم بعصبيته المصطنعة لكل ما ينطق به
و هنا تكون لعبتها ...
فإن كانت بمزاج جيد و لا تريد تعكيره تركته يحكي بدون تدخل و كأنه آلة تسجيل تتكلم
أما إن كانت غاضبة من شيء ما فتوجه إليه بعض الكليمات فقط ليهدر كالمجنون و تتركه لتعود لسريرها فيتناول فطوره و قهوته لوحده
أو يفتح الباب و ينصرف بسرعة
تنتظر ذهابه من البيت
- أووووف ...
- و أخيراً....
تتنفس الصعداء بخروجه حتى يبدأ يومها و تعيش الهدوء الذي تحتاجه...
تصنع الآن قهوتها لتبدأ رحلتها مع السطور التي يعتقد بعضهم أنها فارغة لا تحتوي أي شيء و لا أية أهمية
ربما تكتب بعض ما يفيض بين خلجاتها
و ربما تعيش حلماً يزورها بين السطور المتدانية من روح غلفتها بعض دموع القهر و السخط على الأيام
تجول بين طرقات ذلك الشارع العريض بلونه الأزرق المترامي الذي يفيض بما يحتويه من شخصيات فذة قلّت و نَدرت ، و بين أخرى تعارك التواجد و الحضور الملفت بقدرات بالية
إنه عالم كبير لمن يحاول خوضه و يثبت تواجده فيه
الكثير من الافتراضية و التمثيل و ربما دناءة الموقف و التفكير ...
و قليل من الصدق و الالتزام بالمواقف و الجدية
في كل جولة ترى الكثير ... تقرأ الكثير ... عالم تغوص فيه لتجد بعض ضالتها و بعض بعضها فيه
تسافر على بساط الريح لتحط برحلها على شاطئ وجدت فيه بعض عشقها
شاطئ حوى الكثير من الرمال ... ترسم عليها لوحات تسحر القلوب و تخط فوقها أساطير تطرب العقول و بعض مد يمسح ما كتبت و يزيل ما رسمت
بموجات تتردد على ذلك الشاطئ الذي يأخذ ما خطت ليبتلع المعاني في جوفه العميق ثم يعود ليرسله زوارق من ورد تارة و من نار أخرى ...
كتبت قصتها ذات يوم تداعب فيها السطور ... أو ربما لتمنح الأمان و تبعد سوء الظنون ...كتبتها وسط عاصفة على مركب تاه في يوم عاصف
فقد خريطة النجوم ... وضعتها في قارورة و أغلقتها بإحكام ... ثم رمتها تلاطمها الأمواج
و بعد عراك مع القدر
التقيا ذات يوم على ذلك الشاطئ
- مرحباً
- أهلا ... (قالتها بصوت مرتجف )
لأول مرة يرى عينيها
و لأول مرة يسمع صوتها
كلمات اختنقت في لحظة سادها صمت طويل
لااا ... لقد كان حديثاً طويلاً جداً
حديثاً صاغته نظرات اللقاء المرتقب ... موسيقا من نوع مختلف.. عزف كمان و قيثارة تهذي ... صلوات ملائكية بصوت رقيق
صوت لم يكن يسمعه غيرهما
عالم أفرغ الوجود من كل المارة
لقد مر الوقت بسرعة و بدأت الشمس تلملم ثوبها معلنة أوان الرحيل
عاد كل منهما أدراجه و لا زال ذلك الهاجس يقرع أجراس الذهول
كيف ...
متى...
لماذا....
أسئلة تتوالى و عطور تخالطها رائحة الضياع
و ها هو الليل يسلم مفاتيحه للصباح ليعلن نهاية الحلم....لتستيقظ على نفس الصوت و يتكرر يومها كسابقه
انتهت
.... جميلة نيال
كلمات معبرة وروعة فهي واقع مرير ولا منه المفر
ردحذفتحياتي لحسك الرهف وقلمك الصادق ❤
أشكرك لمرورك و ما عطرت به كلماتي من مديح.... تحياتي
حذف